بداية الحقبة الرومانية فى فلسطين واليهودية
![]() |
الولاه الرومان اثناء حكمهم فلسطين واليهودية
كان بعد موت هيرودس ملك اليهودية انه تم تقسيم المملكة بين اولادة، وفى اثناء ذلك أراد اليهود إقناع الإمبراطور الرومانى كى تخضع اليهودية تحت الحكم الرومانى مباشرة وربما أرادوا ذلك نظراً لقوة المملكة الرومانية او لأنهم كانوا يكرهون ارخيلاوس الذى كان سيملك عوضاً عن هيرودس ابيه.
ولكن هذه المحاولات فشلت ووافق الإمبراطور الرومانى أنذاك على تقسيم المملكة وملك ارخيلاوس عليهم، ولكن لم يستمر هذا الوضع كثيرا لان اليهود والسامريين(ربما كان ذلك اول معاملة بين اليهود والسامريين لانه كان بينهم خصام وعدواه باستمرار) قدموا احتجاجاً إلى الإمبراطور الرومانى الحاكم هناك فى هذا الزمان وارادوا ان تصبح اليهودية ولايه رومانيه، وحسُنَ ذاك الكلام فى نظر الإمبراطور وقام بخلع ارخيلاوس من الحكم ونفاه إلى بلاد الغال وكان ذلك سنة 6 م.
الولاه الرومان:
أول والى رومانى رومانى تم تعيينة من قبل الإمبراطور الرومانى على فلسطين واليهودية هو كوبونيوس وهذا ملك بعد طرد ارخيلاوس (الذى احتج علية اليهود لدى الامبراطور) وظل كوبونيوس والى على مقاطعة فلسطين واليهودية لمدة أربعة سنوات وعمل الكثير من المشاكل مع اليهود وقدموا ضده شكاوى كثيرة لدى الإمبراطور يعترضون على سياسته ومعاملته السيئة لهم. ولذلك قام الوالى بتعيين آخر غيرة.
وتولى مكانه أمبفيوس الذى استمر فى الحكم حوالى ثلاثة سنوات، ثم جاء بعده ثالث الولاه الرومان وهو روفوس وبقى فى الحكم مدة قليلة جداً حوالى عام واحد. ثم جاء بعدة الوالى جراتوس واستمر هذا الوالى فى الحكم على فلسطين واليهودية حوالى إحدى عشر عام. وكانت فترة حكمه من اشد الفترات قساوة على اليهود، فقد قام بخلع الكثير من رؤساء الكهنة أنذاك حتى أن فترة رئاسة الكاهن لم تستمر اكثر من سنتين، وهو الذى قام بخلع حنان من رئاسة الكهنة وعين مكانه قيافة.
لكن اليهود غضبوا من ذلك لان الكاهن بالنسبة لهم هو مُعين من قبل الرب، ولذلك كانوا يتبعون الكاهن المعين من الرب الى ان يموت حتى ولو كان مخلوع من مكانته من قبل الوالى، وأما الكاهن المُعين عليهم من قبل الوالى كان بمثابة عينٌ لهم لدى الوالى فهو الذى كان يدافع عنهم وعن حقوقهم أمام الوالى ولذلك كان الشعب يهابه ايضاً ويحترمه نظراً لمكانه لدى الوالى. ولكن قيافا الذى تم تعينة فى ذلك الوقت من قبل الوالى جراتوس كان ضعيف الشخصية وربما ان هذا السبب هو الذى جعله يظل مُعين رئيساً للكهنة لفترة طويلة، ولكن الشعب اليهودى فى ذلك الوقت كان يهاب ويحترم حنان اكثر منه لانه كان ذو شخصية قويه وسوف نرى ذلك فى الموضوعات القادمة الخاصة بفترة حكم بيلاطس البنطى الوالى الخامس على اليهودية وفلسطين.