اذكر خالقك ايام شبابك

 "اذكر خالقك فى أيام شبابك". (جا ١:١٢)

   قال هذه النصيحة سليمان الحكيم وهو فى أواخر أيامه اى فى أوج حكمته وهو يعلم كل شي عن مرحلة الشباب وايضا عن الشيخوخة. ووضح ذلك فى الآيات التاليه من نفس الاصحاح. 

صورة توضيحية


اهم الاسباب التى جعلت الجامعة يذكر سن الشباب:

  • قبل أن تأتى أيام الشر عليك؛
        ويقصد بأيام بأيا هنا ايام المرض والتعب الذى يحل بالإنسان فى الشيخوخة، فكيف يستطيع أن يذكر الله وهو فى أواخر أيامه وحياته كلها امراض والم لذلك نصحنا الحكيم أن نذكر الله فى أيام الشباب والقوة التى هى صفه من صفات مرحله الشباب.

  • أو تجئ السنون إذ تقول ليس لى فيها سرور؛
          معروف أن الإنسان فى اخر ايامه لا يريد شئ من الحياة ويريد أن يترك هذه الحياه نتيجة لكثرة الأمراض التى ربما تصيبه لذلك يشعر بعدم السلام فى هذه الأيام فكيف لإنسان به كل هذه الأفكار يفكر أن يذكر الله اذ لم يذكره فى شبابه ونضارته. وينصحنا الحكيم هنا فيقول "أذرع ذرعك فى الصباح" (جا ٦:١١). اى لابد ان تذكر الخالق وانت فى كامل قوتك وشبابك. ويقول أحد القديسين "جاهد فى شبابك كى تفرح فى كبرك" ويقول سليمان الحكيم أيضا "رب الولد فى طريق الرب فمتى شاخ أيضا لا يحيد عنه" (أم ٦:٢٢)

  • تظلم الشمس والقمر والنجوم؛
         اى أن الشيخ العجوز مع تقدم الايام يضعف النظر ولا يستطع أن يري الا القليل ويكون عن مقربه فلا يستطيع أن يتأمل فى جمال ما خلق الله من طبيعة خلابه من حولنا فلا يذكر الله. والإنسان يمجد الله من خلال النعم أو الاحسانات التى يهبها له وايضا من خلال ما هو حوله من مناظر جميلة وجذابه للنظر والشيخ المسن لا يستطع أن يتأمل فى ذلك لأنه يظلم مثل الشمس والقمر ويهزل كل جسده. والحكيم سوف يوضح كل ذلك فى الآيات القادمه والتى نتناولها هنا فى هذا الموضوع. 

  • ترجع السحب بعد المطر؛
         وهنا يوضح أنه كما أن المطر والسحب لا تنقطع عن وجه الارض فكذلك الأمراض ال تنقطع عند الشخص العجوز وربما الأطباء لا يستطيعون شفائه لأن الجسم لا يستجيب فى بعض الاحيان، مثل علماء الفلك الذين لا يستطيعون منع السحب من التكوين ولا يمنعون المطر مهما فعلوا من قوة وبلغوا من علم. 

  • فيه يتزعزع حفظة البيت؛ 
       ويقصد هنا من حفظة البيت "الرأس" فكما أن السفينه تقودها دفة صغيرة كذلك الإنسان كله تقودة الرأس لأن منها مخارج الجسد من تفكير وإشارات للحركة وغيرها. فتجدها تثقلت بالألم والتعب وأصبحت الذاكرة ضعيف ولا يستطيع أن يتذكر المسن كثير من المعلومات ولا يخزن أيضا، وكأنه مثل طفل صغير جدا لا يدرك ما يقول نتيجة لضعف ومرض الراس. 

  • تتلوي رجال القوة:
         يقصد هنا الساقين فالساقين في جسم الانسان هما دعائم القوة ومصدر إتزان للجسم كله وبدونهم الانسان لا يستطيع المشي او الحركة. فمن خلال القدمين يسير الانسان كيفما يشأ وفي اي وقت يريد. ولكن تختلف الحركة والسرعة في المشي حسب السن، فالشباب يسير اسرع ويتسابق في السرعة مع الاخرين ويذهب الي اي مكان في وقت أقل اما الشيخ العجوز يتحرك ببطء وقد يتعثر ويسقط بسبب عدم قدرة ساقية علي تحمل الجسم كله. وبسبب هذا كله يذكرنا سليمان الحكيم ان نذكر خالقنا قبل ان تتعب ارجُلنا ولا نستطيع الوقفوف عليهم للصلاة او لا نستطيع ان نذهب الي الكنيسة لحضور القداسات والاجتماعات الروحية، لذلك يجب ان نهتم بذكر خالقنا قبل ان يأتي علينا ذلك التعب. 

  • تبطل الطواحـــن لأنهــا قـَــلت:
       الطواحن هنا تعني الأسنان التي تطحن (تمضغ) الطعام، الانسان وهو في شبابه تكون لديه اسنان قويه تساعده علي مضغ الطعام جيداً مما يسهل عملية الهضم داخل المعدة (هذا معروف علمياً ان طحن الطعام جيداً داخل الفم وقبل بلعِهِ يُسَهل علي المعده الهضم ويجعل الجسم كله صحيح وسليم) لكن الرجل أو المرأة العجوز لبس لديهم اسنان كافيه داخل الفم نتيجة لخلع بعضها بسبب تعب او مرض، او بسبب تساقطها بسبب قله الكالسيوم في الجسم وفي كلا الحالتبن لا يستطيع الأنسان المتقدم في الايام مضغ وطحن الطعام جيدا مما يجعل عمليه الهضم صعبة ومُتعِبه للمعده وهذا يؤثر علي باقي اعضاء الجسم مما يجعل الانسان دائما متألم ولا يستطيع ان يقف للصلاه بسبب هزلان وتعب الجسم والمعده وبذلك يلتفت الانسان الي تَعَبهِ وينسي الصلاه ويتعب من الصوم. 

  • تظلم النواضــــر من الشبابيك:
          يقصد بالنواضـــر العينـــين والشبابيك هما الجفـُـون وهنا يذكر الحكيم ان النواضر قد لا توجد مع تقدم العمر (اي قد تضعف الرؤية) لذلك يحفزنا ان نهتم بالله خالقنا وقت الشباب. معروف علميا ان الشباب يمثل النْضَاره والجمال، كذلك ايضا اعضاء جسم الانسان وقت الشباب تعمل جيدا عن وقت الشيخوخة والتعب، من أجل ذلك عيوننا تعمل جيدا وقت شبابنا وتكون الرؤيه اوضح ونستمتع برؤيه الطبيعة الجميله التي خلقها الله ونستطيع ايضا ان نقرأ كلام الله ونتعلم في المدارس ونحن صغار وعوننا تساعدنا علي ذلك، علي عكس ذلك ونحن متقدمين في الايام نجد النظر قد يضعف ولا نستطيع القراءة او الاستمتاع بما خلق الله. فلذلك سبق سليمان الملك الحكيم وحذرنا من ذلك كي نهتم بحاتنا الروحية قبل ان تسرق منا الايام النظر ولا نستطيع ذلك. 


     

.....................++++++++++++++++.........................

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شرح التسجيل فى موقع Wolf Points

الليتورجيا فى كنيستنا القبطية الأرثوذكسية

اذكر خالقك فى أيام شبابك

إنتقام بيلاطس من الجليليين

اللص اليمن

بداية الحقبة الرومانية فى فلسطين واليهودية