الليتورجيا فى كنيستنا القبطية الأرثوذكسية

 الليتورجيا مهمه فى حياتنا الروحية

ما معنى كلمة ليتورجيا؟؟
       هى كلمة يونانية مكونه من مقطعين (إرجون) وتعنى عمل أو خدمة، (لاؤس) وتعنى شعب اذاً الكلمة يقصد بها عبادة شعبية او جماهيرية وهى فى أصلها عمل شعبى يخص جماعة المؤمنين، وذلك قبل أن تدخل الفكر المسيحى لأنها كانت تطلق على الخدمات التى كانت تقدم داخل الهيكل اليهودى قديماً فى القرن الثالث قبل الميلاد. واصبحت الان مرتبطة بالعبادة المسيحية لان كل صلاة طقسية وعمل سرائرى فى كنيستنا القبطية الأرثوذكسية تسمية ليتورجيا. لكن كلمة ليتورجيا ربما تكون مركز على القداس الإلهى وهذا هو الواضح لنا، لكن هى يمكن أن تقال على اى صلاة واى عمل سرائرى فى بيعتنا الأرثوذكسية.
كذلك ايضا استخدم كلمه ليتورجيا فى العهد الجديد كمرادف للعباده المسيحية "ولما كملت ايام خدمة مضى إلى بيته".    (لو 13 : 6).
وتحدث عنها أيضا بولس الرسول ولكنه جعلها اكثر تحديداً، عندما تكلم عن خدام الله استخدم الليتورجيا : "فإنكم لأجل هذا تُوفُنَ الجِزيَة أيضا، إذ هم خُدَّامُ الله مُواظِبُونَ على ذلك بعينه".    (رو 13 : 6)
وتكلم ايضا فى موضع آخر عن نفسه كخادم ليسوع المسيح، واستخدم كلمة ليتو غزي لبشير إلى الخدمه الكهنوتية بالتحديد، ولذلك تستخدم هذا الكلمة الان فى كنيستنا فى ارباع الناقوس فى الربع الخاص بالاسقف او المطران." حتى اكون خادمة ليسوع المسيح لأجل الأمم، مباشراً لانجيل الله ككاهن...".   (رو 15 : 6)
ولذلك استطاعت كنيستنا القبطية ان تستخدم الطقس كوسيلة للتعبير عن الايمان;
  • فالطقس فى الليتورجيا وسيلة وليس هدف، وإذا نظرنا إلى الطقس على أنه هدف نخطئ، فهو ما الا وسيله لتبسيط وفهم وحفظ الإيمان ويساعد الكل داخل الكنيسة ان يفهم ما يدور حوله حتى وان لم يكن متعلم.
  • الطقس فى أصله عقيده استطاع ان يعبر عنها وليس العكس لان آباء الكنيسة وضعوا الطقس فى الليتورجيا ليكون وسيلة للتعبير عن العقيدة وقدمها لنا بشكل مُبسط ويشرح لنا الإيمان المستقيم. 
  • كذلك الطقس للفهم ليس للحفظ لانه يشرح لنا ما يدور حولنا داخل الكنيسة ويوضحة لنا مثل دورة البخور فى عشية وباكر والقدس، وغيرها من الأمور التى تتم أثناء القداس، وأثناء الصلوات. 
والكنسية اعتمدت فى تأسيس الليتورجيا على جذور كتابية وابائية ليكون لها مرجعية وسند كتابى، فهى تعتمد على قوانين الآباء فى المجامع المسكونية كى تحافظ على الطقس سليم، وفى الخولاخى الكبير الخاص بالقداسات الثلاثة نجد النص الذى يقراء واسفل منه فى الحاشية السفلية الشرح والسند والمرجع الخاص به مما يدل على أنه له اصل وجذور عميقة، كذلك الصلوات السرية التى يصليها الكاهن لها مرجعية كتابية، وايضا فى كتابات الآباء تجدهم يذكرون من اقبسوا من جولاتهم ويستخدموا الكثير من آيات الكتاب المقدس ليكون لهم كمرجع رئيسى لكتباتهم ويعمل لهم قوة. 
الليتورجيا تجمع المؤمنين للصلاة




أهمية الليتورجيا فى حياتنا ;
          إذا تعاملنا فى الليتورجيا نجد لها أهمية كبيرة في حيتنا اليومية (نقصد بالاخص الحياة الروحية). فنحن لا نستطيع أن نعيش او نتخيل حياتنا بدون القداس الإلهى على الاقل مرة كل اسبوع، ونحن راينا ما يحدث خلال أزمة وباء كورونا الذى على اثرة تم غلق الكنائس، مما جعلنا نشتاق إلى القداس الإلهى والتناول من جسد الرب ودمة، حتى أن البعيدين الذين ظلوا زمان بعيد عن الكنيسة وعن الأسرار المقدسة تاسفوا فى قلوبهم واشتاق إلى حضور القداس. 
ويعتبر القداس الإلهى بمثابة العمل الجماعى الاول والاكبر داخل كنيستنا القبطية الارثوذكسية حيث يجتمع كل جماعة المؤمنين فى الكنيسة من أجل الصلاة والتضرع إلى الله ويكون الجميع بقلب واحد وفكر واحد، وهذا هو الذى حفظ إيماننا المستقيم منذ عصر الرسل وحتى الآن، و اينا أمامنا أجيال وأباء عظماء مثل (البابا كيرلس عمود الدين والبابا اثناسيوس والبابا كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث،......... وغيرهم كثير) وسفذوف تنجب كنيستنا دائما الآباء القديسين والشهداء والمعترفين.......... حتى المجئ الثانى للسيد المسيح. 
           إذا عندما نتحدث عن القداس الإلهى نتذكر جميع العمالقة وابطال الإيمان على مر العصور وهناك أمثلة كثيرة منا:
  • شهداء ليبيا: تم تعذيبهم خلال فترة احتجازهم وظلوا ثابتين على الإيمان رغم انه عمال بالأجر اليوم وليسوا من معلمى الكنيسة ولا من ابائها ولكنهم بسطاء ولكنهم عندما وقعوا فى محنه تذكروا سير الشهداء القديسين التى كانوا يسمعونها فى القداس الإلهى (فى السنكسار) وظلوا ثابتين وكانوا يتعزون فى ألمهم بالصلاة (كيرياليسون) ونالوا أكاليل الشهادة حباً فى خالقهم. 
  • قصة زكا العشار: ذكرها القديس لوقا البشير فى انجيلة ص19، ونحن نتأمل فيها الان لنعرف ما علاقتها بالليتورجيا. إن كان القداس هو لقاء مع السيد السيح ورؤى للمسيح فى نفس الوقت لانه حاضر معنا وموجود على المذبح أمامنا، وفى أثناء ذلك تنتاب الإنسان المؤمن مشاعر من الفرح لانه فى حضرة رب المجد، والليتورجيا هى التى بينت لنا ذلك، إذا كى ذلك نجده واضل فى قصة زكا العشار. 
فى البداية نقول زكا مثلنا خاطئ وطلب ان يرى يسوع (هو كان عشار والعشارين كانوا مكروهين من الشعب اليهودى) فهو لم يكن من اتباع يسوع ولكنه أراد أن يراه، ولكن كان يعلم الزحام الذى حول يسوع فى كل مكان يذهب اليه، ففكر كيف يستمتع برؤية يسوع المسيح بدون أن يزعجه الناس لانه كان قصير القامة، فصعد إلى جميزة كانت فى الطريق المار بها يسوع وكان زكا مستمتع بذلك لانه رأى يسوع. 
كذلك نحن فى القداس نذهب إلى الكنيسة كى نستمتع بلقاء يسوع، ولكن ربما يتعكر صفو هذا اللقاء بسبب الزحام والحركة من مكان لمكان والانشغال بالآخرين كل ذلك يجعل الزهن ينشغل بأمور غير مهم ونترك من اتينا لأجله. فمن الأفضل أن نكون مثل زكا الذى ركز كل التركيز على يسوع المسيح فقط ولم ينشغل بالآخرين ورغم انه كان من موظفى الدوله أنذاك نجده لم ينظر إلى مكانته او وضعة أمام الناس عندما يروة معلقاً فوق الشجرة كى يرى يسوع إنما ركز على هدفه، كذلك يا اخوتى لابد أن نكون نحن كذلك كى نلتقى بيسوع ونشعر بما شعر به زكا عندما نداه وقال له اسرع وانزل، انا ارى ان هذه اللحظة ربما كانت اسعد لحظة فى حياة زكا، فهو لم يرى يسوع فقط وإنما يسوع ذهب معه إلى بيته وتغيرت حياة زما من هذه اللحظه، فقال للرب أعطى نصف اموالى المساكين لان زكا فى تلك الحظه شعر انه لا يريد شئ أخر غير يسوع سلم له القلب وامتلاءة حياتة بالسلام وحدث خلاص لكل اهل بيته. 
كذلك نحن يجب أن نلتقى مع يسوف فى القداس الإلهى ونحن متشوقين ونكون فى كامل تركيزنا نحو الله فى الصلاة. وبتناولنا من الأسرار المقدس نصير مطمئنين لان الله يسكن داخلنا ويطهرنا ويعطينا حياة أبدية، كذلك المسيح الهنا لا نتركه فى الكنيسة إنما يذهب معنا إلى بيوتنا لانه يسكن داخلنا من خلال التناول من الجسد والدم. 
إذاً الذى يسلم القلب لله وينشغل فكرة به  يستمتع بيسوع يجعل كل حياته فرح وسلام ويسموا فوق كل الأمور العالمية ولا يريدها لان قلبه وعقلة ممتلئ بأفضل شئ. وهذا ما تقودنا اليه الليتورجيا. 
يسوع ينادى زكا العشار



إذاً أهمية الليتورجيا فى حياتنا انها;
  1. تنيــــــــير الفكر.
  2. تنقى القـــــــلب.
  3. تدفعنا للتوبة بإستمــرار.
  4. تجعلنا نسمو إلى السمائيات ونذوق حياة السماء ونحن هنا على الأرض. 
  5. تجعلي القلب متسع ومحب لكل الناس.
  6. من خلالها نفهم كلام الله.
  7. من خلالها نعرف ما يريده منا الله.
  8. هى مصدر شبع للحياة الروحية.
  9. تجعلنا لا نشعر بالوحدة لأننا نشترك مع جماعة المؤمنين فى الصلاة من خلالها.
كيف نرى يسوع المسيح من خلال الليتورجيا;
  • الليتورجيا تجعلنى أرى المسيح فى الكاهن الخديم:
          من جمال الطقس القبطى فى كنيستنا يجعلنا نعيش الحياة السمائية ونحن هنا على الأرض من خلال القداس الإلهى، فعندما نرى الكاهن الخديم الذى هو بمثابة المسيح على الأرض يرتدى الملابس البيضاء ويكون مثل ملائكة السماء وكذلك الشمامسة ويكون الجميع بقلب واحد وفكر واحد فى تلك اللحظه الجميلة نشعر كأننا فى السماء واقفين امام الله ونرتل ونسبح مع الملائكة والقديسين، لذلك لابد أن يرتل جميع المتواجدين فى الكنيسة ويسبحون معاً ولا يكون أحد صامت. 
  • الليتورجيا تجعلنى أرى الله داخل الانجيل;
         من عبقرية واهتمام كنيستنا الأرثوذكسية باولادها تقدم لنا وجبه دسمة من فصول الكتاب المقدس تقراء بنظام وترتيب مميز خلال القداس الإلهى، فنبدأها بقراءة البولس ( فصل من رسائل معلمنا بولس الرسول السبعة)، وبعده مباشرة الكاثوليكون ( فصل من رسائل آبائنا بطرس ويعقوب وروحنا)، وثالث هذه القراءت هو الابراكسيس (فصل من أعمال الرسل الذى مازال ممتد حتى الآن)، بعده نقراء السنكسار ويقدم لنا سير الشهداء والقديسين الذين سبقونا إلى السماء وكانت حياتهم على الأرض كلها زهد لهذا العالم ومحبه لله حتى انهم اشبعوا بخالقهم وبذلوا حياتهم حباً لله ولذلك استحقوا ان يتنعموا معه فى السماء. 
تقدم لنا كنيستنا بعد السنكسار فصل مختار من احد الانجيل الاربعه (متى، مرقس، لوقا، يوحنا) ويسبق الانجيل جزء مختار من سفر المزامير، وقبل الانجيل تقال اوشي خاص الانجيل التى يطلب فيها الاب الكاهن ان تنفتح عيوننا لنرى جمال يسوع المسيح وتنفتح اذاننا لنستمع وننصت إلى كلامه الجميل الذى يشبهنا روحياً. فكل هذه القراءات الجميلة مختارة من قبل آباء الكنيسة وتم وضعها لأجل تعليمنا واشباعنا روحيا أثناء قداس الموعوظين، وكل هذه القراءات تقدم لنا من خلال كتاب ينظمها حسب ايام السنة وحسب كل مناسبة يُسمى القطماروس. 
فنحن من خلال هذه الوجبه المميزه والقراءات الجميلة نلتقى بالله وينشغل الذهن والعقل به وبحلاوة ولذة كلامه الذى تكلم به الآباء الرسل وكتبوه لنا لتعليمنا، نحن نرى يسوع من خلال سير القديسين والشهداء فى السنكسار ونستمتع به فى الانجيل حتى يتهئ القلب والعقل لاستقبال فى قداس المؤمنين ويستنير به الجسد كله والروح من خلال شركة اسراره المقدسة. 
  • الليتورجيا تجعلنى أرى الله فى الأنافورا;
           عبارة (ارفعوا قلوبكم) عبارة قوية ومعانيها عميقة فكنيستنا تنبهنا من خلالها اننا صاعدين إلى السماء حيث عرش الله والشاروبيم والسيرافيم والاربعة الكائنات غير المتجسدين والاربعة والعشرين قسيس والملائكة ورؤساء الملائكة والشهداء والقديسين، فيجب علينا أن نجاوب الكاهن بكلام من القلب ونصرخ ونقول (هى عند الرب) يجب علينا ايضا ان نصمت فى هذا الموكب السمائى الرهيب ونجعل القلب يمتلى بالتسبيح والذهن لا يفكر فى شئ غير هذا المنظر العظيم. 
كذلك ايضا الصلاة الربانية (أبانا الذى.......) التى هى صلاة شعبية حتى وان رددناها فى مخادعنا نظل نقول (أبانا.... اغفر لنا....) نقول فيها (كما فى السماء كذلك على الأرض...) اى ان العمل الذى نشترك فية الان (القداس الإلهى) ليس عمل ارضى إنما سمائى ولكننا نقوم به على الأرض ونشعر كأننا فى السماء، ما الذى جعلنا نشعر بكل هذا يااخوتى؟؟ إنها الليتورجيا فهى التى تجعلنا نقول (كما السماء كذلك على الأرض) ونعيش ذلك داخل الكنيسة وتتحق الارادة الإلهية. 
بعد أن أصبحنا نشعر كأننا فى السماء واقفين امام الله نبداء نتغنى بحضور الشاروبيم والسيرافيم والكراسى والأرباب والقوات، وندخل بعدها على "آجيوس" لأنها تسبحة الشاروبيم والسيرافيم ولأننا أصبحنا معهم إذاً يجب أن نغنى ونرتل كما يقولون. ما أجملك واروعك ياكنيستنا القبطية. 
  • الليتورجيا تجعلنى أرى المسيح فى الذبيحة:
        تصعد الليتورجيا بمشاعرنا وتركيزنا يصبح على جسد الرب ودمه ونشعر بوجود المسيح فى وسطنا فى الذبيحة الموضوعة على المذبح أمامنا ونسجد كلنا بخوف و عدة من عظمة هذا المنظر الرهيب عندما يقول الشماس (اسجدوا لله بخوف ورعده) ويجاوبه الشعب قائلين (نسجد بجسدك المقدس، ودمك الكريم) هنا يصلى الكاهن صلاة سرية من أجل حلول الروح القدس على هذا القربان وعلى هذا الكأس كى يصير جسد ودم حقيقى ليسوع المسيح. فكل هذا فكل يعطينا مزيج من مشاعر الشوق إلى السماء والخجل والتوبة والتضرع إلى الله. 
  • الليتورجيا تجعلنى أرى المسيح فى احساسه بالمخلوقات والطبيعة وتصلى كنيستنا بذلك;
الله الذى جبلنا ويخلقنا يشعر بنا ويسمعنا ونحن فى قلبه باستمرار، لذلك رتبت لنا الكنيسة الاواشى وفيها نصلى ونطلب من الله ان يحفظ بطركنا والاب المطران او الأسقف وكذلك القمامصه والقسوس والشمامسة والعلمانيين، وتصلى من أجل رؤسائنا المدنيين، ونطلب من أجل حفظ الطبيعة والحيوانات والأشجار والزوع وثمار الأرض وكذلك نتضرع ونطلب من أجل حفظ المياة، ومن اجل حفظ العالم اجمع، وكذلك نصلى من أجل الراقدين ومن اجل المرض، والارامل والايتام والمحتاجين والمساكين الضعفاء والفقراء، ذلك رتبته لنا كنيستنا وعرفناه من خلال الليتورجيا. 
إذا الله الذى خلق العالم بما فيه وهو الحافظ والحارس لنا وللطبيع يسمعنا عندما نطلب من أجل صنعة يدية وذلك يجعلنا لا نطلب بالشفا فقط بل يجعل فينا قلب مثل قلب الله الناظر إلى العالم بما فيه من مخلوقات ويعول الجميع وناشبه به وتتغير قلوبنا الحجرية كى نشعر بمن حولنا من المرضى والمحتاجين والارامل والايتام ونقدم لهم المساعده. فالليتورجيا علمتنى ان انظر إلى العالم كله بقلب مثل قلب الله. 
  • الليتورجيا تجعلنى أرى الله فى قديسية;
ففى أثناء التوزيع يقال المزمور 150 (سبحوا الله في جميع قديسيه) معناه ان الله يسكن فى قديسيه بالروح القدس، ونحن بسر الافخارستيا والتنازل من جسد الرب ودمه صرنا كلنا هياكل لروح الله واصبح يسكن فينا وامتلأنا فرحاً وسروراً بوجود الله داخلنا، لذلك يجب علينا أن نتمسك به ولا نتركه وتبتعد عنه مرة أخرى. 
إذا الليتورجيا لها أهمية كبيرة فى حياتنا لأنها هى التى تغيرنا وتصيرنا قديسين وتجعلنا نلتقى بالله ونستمتع بالعشرة معه. 

+++++++

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شرح التسجيل فى موقع Wolf Points

اذكر خالقك فى أيام شبابك

إنتقام بيلاطس من الجليليين

اللص اليمن

بداية الحقبة الرومانية فى فلسطين واليهودية

اذكر خالقك ايام شبابك