بيلاطس يعاقب اليهود
بيلاطس البنطى ومعاملتة لليهود
هو الوالى الخامس من ولاه الرومان على مقاطعة فلسطين واليهودية، استمر فى منصبة من سنة 26 م حتى سنة 36 م وطوال هذه كان قيافا هو رئيساً للكنهة (كان قد عينة الوالى الرومانى جراتوس الذى حَكم قبل بيلاطس). وهذا يدل على أن قيافا كان مُسايراً للوضع تحت طوع الولاه الرومان مما جعله يظل هذه الفترة الطويلة رئيساً للكهنه.
بيلاطس
إذلال بيلاطس للشعب اليهودى
بعد ان تولى بيلاطس مقاليد الحكم فى اليهودية عامل الشعب اليهودى اسواء معاملة، وفعل بهم الكثير من الأعمال الإجرامية. وكان بيلاطس بمثابة الوالى والقاضى ولكنه كان يخضع لسلطة الإمبراطور الأعلى له فى سوريا فى ذلك الوقت. وبسبب وضع بيلاطس كحاكم وقاضى كان أشد قوة فى احكامه على اليهود مما جعل بينهم صراع كبير.
صورة قيصر بداية الاذلال;
كانت البداية سريعة من جهة بيلاطس عندما احتقر العادات والتقاليد اليهودية مما جعلهم يكرهون الحكم والسلطة اليهودية.
فقد أراد بيلاطس ان يبطل العادات اليهودية والشرائع الدينية الخاصة بهم، وكانت هذه البداية عندما نقل بيلاطس الجيش من قيصرية إلى اورشاليم ليقضى فترة الشتاء هناك، وقد اخذ معه صورة قيصر روما واقامها فى اورشاليم أمام أعين الشعب اليهودى (صورة قيصر بمثابة شعار للدولة الرومانية وكانت توضع على العملات فى ذلك الوقت). وبيلاطس كان هو أول والى رومانى يفعل هذا فى اورشاليم وكان ذلك اثناء الليل والشعب كله كانوا نياماً، ولكن فى الصباح تفاجى الشعب اليهودى بصورة قيصر أمامهم فحزنو جداً. لان هذا كان ضد عاداتهم اليهودية وضد شريعة موسى والوصايا العشرة التى تقول " لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً، ولا صورة مما فى السماء من فوق وما فى الأرض من تحت وما فى الماء ومن تحت الارض" (تث 20 : 4).
وتقدم رؤساء الشعب وطلبوا من بيلاطس وتوسلوا اليه كى يزيل هذه الصورة من وسطهم، ولكن بيلاطس رفض طلبهم لان فيه إهانه لرمز الدولة الرومانية (قيصر). وبسبب رفض بيلاطس لطلبهم تجمهر الشعب كله فى الشوراع واستمروا فى الهتاف ضد الدوله الرومانية وضد قيصر ورفضوا العودة إلى منازلهم قبل ان ينفذ طلبهم بيلاطس وجنوده، واستمروا فى اعتصامهم هذا خارج منازلهم لمدة ستةً ايام. فكان لما رأى بيلاطس مدى إصرارهم امر جنودة أن يُجَهِزوا اسلحتهم ويستعدوا للقتال، واعدوا كرسى لبيلاطس خارج المدينة ليتابع الأمر. وذهب اليه الشعب مرة أخرى كى ينصرف عنهم هو وجنودة ومعه صورة قيصر، ولكنه لم يسمع لهم وأعطى إشارة للجنود فأحاطوا بالشعب ورفعوا الأسلحة فى وجوههم، وامرهم بيلاطس ان ينصرفوا إلى منازلهم حتى لا ينال منهم سيف الجنود ولكن الشعب الاسرائيلي العنيد أصر على موقفه ولم يخافوا من بيلاطس ولا من اسلحته وعرضوا رقابهم للسيف.
وكان لما رأى بيلاطس مدى الإصرار الذى لهم وحِفظَهم لطقوسهم بعدم المساس بها، انه قام من على الكرسى وأمر الجند ان يحملوا صورة قيصر ويرجعوا إلى قيصرية فى الحال، وفى هذة المرة إنهزم بيلاطس أمام اليهود.
إنشاء قناة مائية إلى اورشاليم;
هذه هى الحادثة الثانية او الصدام الثانى بين اليهود وبيلاطس، فقد أراد بيلاطس إلى تحسين موارد مياة اورشاليم وقد استخدم أموال الهيكل المقدس للانفاق على هذا المشروع، وكان هذا بعلم وموافقة رئيس الكهنه (قيافا).
وتحدث عن ذلك يوسيفوس المؤرخ اليهودى، فقال; قرر بيلاطس توصيل مجرى مائى إلى اورشاليم وكان المصدر يبعد حوالى 200 فرسخ (وحدة قياس المسافات الكبيرة قديما) وقام بيلاطس بالإنفاق على هذا المشروع من أموال الهيكل. أدى ذلك إلى غضب الشعب اليهودى فقاموا بعمل تجمعات كبيرة واحدثوا ضجة كبيرة وصمموا على وقف المشروع وكانوا يَسِبُّونَ الوالى ويهتفون ضده، ولما رأى بيلاطس أفعالهم هذه ارسل جنودة إلى هناك وكان الجند متنكرين بين الناس وانتشروا فى كل الأماكن كى يستطيعوا السيطرة على الشعب، وبعد ذلك امر بيلاطس الشعب ان يرحلوا حفاظاً على أرواحهم ولكنهم رفضوا واستمروا فى العناد والهاتف ضده مما آثار غضبه فاعطى إشارة للجنود فإنقضوا عليهم وضربوهم بكل عنف وقوة وسقط الكثير من اليهود فى ذلك اليوم بسيوف جند بيلاطس البنطى ولم يفرق الجنود بين مشاغب وغير مشاغب إنما اهلكوا كل من وجدوه أمامهم.
موتهم بحد السيف
وتحدث عن ذلك "الدكتور أورشايم" فهو كان يظن ان الذين سقط عليهم البُرج فى سلوام هم ايضاً من الذين سقطوا وماتوا بسبب هذا المشروع وربما هم من الأبرار الذين لم يعترضوا. وقد تحدث عن هؤلاء الأبرار الرب يسوع فقال: "او أولئك الثمانية عشر الذين سقط عليهم البرج فى سلوام وقتلهم، أتظنون أن هؤلاء كانوا مُذنبين أكثر من جميع جميع الناس الساكنين فى أورشايم؟" (لو 13 : 4)
فربما أراد الرب يسوع بهذا القول أن يقول لهم أن الذين دافعوا على أموال الهيكل وسقطوا هم على حق وبينهم ابرار واشرار.
فقد كان ذلك هو الصدام الثانى بين بيلاطس واليهود وراح ضحيته الكثير من سكان اورشاليم.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++