أحد المولود اعمى

قصه المولود اعمى بنظرة اعمق وحوار من ناحية العقل والمنطق

+ كان معروفا ومعلوما ان الامراض المزمنه التى تلازم الانسان منذ ولادته او لزمن كثير كانت بسبب خطيه الابوين او خطيه الانسان نفسة. وهذا واضح من خلال سؤال التلاميذ ليسوع "يا معلم من أخطأ: هذا ابواه حتى ولد اعمى؟".
 + لكن يسوع اراد ان يخبرهم ان ليس كل مرض بسبب الخطيه وانما هناك مرض من اجل ان يتزكى الانسان امام الله ولكى لا يهتم بشهوات العالم ويعيش مع الله، وقال لهم يسوع هذا المولود اعمى لم يُخطى ولا ابواه ايضا ولكن ولد هكذا لاجل ان تظهر اعمال الله فيه ومن خلاله. 
+ كذلك مرضك وشوكتك التى فى جسدك ربما تكون لاجل ان تظهر اعمال الله من خلالك، وربما هى عظه ودرس لاخرين ولكن استخدمك الله معه فى هذا العمل. وفى كل الاحوال يجب ان ترضى وتقبل بشكر حتى تنال البركات من الله. + فى هذا المعجزة لم يُذكر ان يسوع المسيح سأل المولود اعمى تريد ان تبصر ام لا؟ وهذا يؤكد لنا كلام يسوع ان الذى فيه ليس بسبب خطيه وانما لمجد الله، فيسوع صنع طيناً ووضعه على عينيه وخلقهما وطلب منه ان يذهب ويغتسل فى بركده سلوام، فالرجل الذى كان اعمى ذهب واغتسل دون ان يسال يسوع عن شئ واغتسل وعاد بصيراً.
صورة توضيحية لمعجزة شفاء المولود اعمى
+ وهذا انما يدل على مدى الثقة التى كانت لدى المرضى الذين كانوا ينتظرون يسوع حتى وان لم يعرفوه وانما قلوبهم مملؤه ومهيئه للايمان به، عكس اليهود الذين كاموا يتربصون به ويمكرون فى اسالتهم له. 
+ بعد شفاء المولود اعمى بدات الحوارات معه:- كان اولها مع جيرانه الذين كانوا يرونه ويعرفونه، فسالوه كيف ابصر، فاخبرهم عما حدث، "انسان يقال له يسوع صنع طيناً وطلى عينى وقال لى اذهب الى بركة سلوام واغتسل. فمضيت واغتسلت فابصرت" (يو ٩ : ١١) فهو لم يكن يعرف من هو يسوع وبرغم ذلك وثق به وسلم نفسه فابصر. 
+ كان حوار اخر مع الفريسيين بعد ان سمعوا من الجيران عن هذا المولود اعمى سالوه كيف ابصر؟ فاخبرهم كما اخبر جيرانه" وضع طيناً على عينى واغتسلت فأنا أبصرُ". ولان المعجزه كانت فى سبت قال الفريسيين له ان هذا الإنسان ليس من الله. واخرون قالوا انه خاطى فكيف يقدر ان يصنع الخاطئ هذه الآيات. ولم يصدقوا انه اعمى فاستدعوا والديه وسالوهم: ولكن بسبب خوف والديه قالوا انه هو كامل السن اسالوه، فدعوه ثانية وقالوا له " اعط مجداً لله، نحن نعلم ان هذا الإنسان خاطئ". (يو ٩ : ٢٤). 
ومن هذا بدا المولود اعمى يرد عليهم ردود عظيمة.
+ اولها "أخاطئ هو؟ لا اعلم وانما اعلم شيئاً واحداً انى كنت أعمى والان ابصر". (يو ٩ : ٢٥) وقال لهم بعد ان كثرت اسالتهم: "ألعلكم انتم تريدون ان تصيروا له تلاميذ؟ " (يو ٩ : ٢٧) فشتموه واهانوه بسبب قوله هذا. وقالوا اننا تلاميذ موسي واما هذا فما نعلم من اين هو؟ 
+ وهنا كنا رد المولود اعمى اعظم واجمل فقال :- "إِنَّ فِي هذَا عَجَبًا! إِنَّكُمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ هُوَ، وَقَدْ فَتَحَ عَيْنَيَّ. (يو ٩ : ٣٠) "وَنَعْلَمُ أَنَّ اللهَ لاَ يَسْمَعُ لِلْخُطَاةِ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَتَّقِي اللهَ وَيَفْعَلُ مَشِيئَتَهُ، فَلِهذَا يَسْمَعُ". (يو ٩ : ٣١) "لَوْ لَمْ يَكُنْ هذَا مِنَ اللهِ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئًا". (يو ٩ : ٣٣)
+ فهذه الردود من المولود اعمى الذى لا يعرف الكثير عن الناموس مثل الفريسيين ولا يعرف يسوع ولم يراه، وبالرغم من ذلك كان اكثر حكمه وذكاء فهو اراد ان يخاطبهم بروح العقل والمنطق وليس من خلال منظور الدين والناموس، قال لهم لو كان هذا خاطى كيف يستطيع ان يفعل هذا ويفتح عينى مولود اعمى، لم نسمع منذ الدهر ان احد فعل هذا فإن لم يكن هذا من الله لم يقدر ان يفعل شيئاً.
 + لكن الفريسيين كان فى رده جهل وتقليل من المولود اعمى، وردهم كان يدل على انهم غير مهيئين للتغيير مهما حدث فقالوا له ; "فِي الْخَطَايَا وُلِدْتَ أَنْتَ بِجُمْلَتِكَ، وَأَنْتَ تُعَلِّمُنَا!" فَأَخْرَجُوهُ خَارِجًا. (يو 9 : 34)". (يو ٩ : ٣٤) وبعدها تقابل معه يسوع وساله ; أتؤمن بابن الله؟ فرد بذكاء وعقل جيد "من هو ياسيد لأؤمن به؟". قال له يسوع; "قد رايته والذى يتكلم معك هو هو". فقال المولو اعمى "أومن ياسيدُ وسجد له". 
+ ياأصدقائى ان قصه ومعجزة المولود اعمى عندما نتامل بها كل مرة نجد بها ما يُغذى العقل وكاننا اول مرة نقراءها. 
+ فاذا اردت ان اضع لها عنوانا لا اجد اجمل من هذا ;-
(التسليم لله)، (التغيير لمن يريد التغيير)
فالمولود اعمى منذ الوهنه الاولى وهو يسلم امره لله، فلم يكن متذمر وانما كان راضى بكل شئ وكان يحب الحياة فيسوع تقابل معه فى طريق وهذا يدلنا على انه كان يخرج ويعمل ولم يكن به يأس او حزن، وحتى بعد ان وضع يسوع الطين على عينيه لم يغضب من هذا الفعل. وانما كان راضى ومؤمن ان هذا لاجل الخير له،. 
+ اولاً: الحوار; فى حواراته مع الجيران والفريسيين كان اكثر ذكاءً منهم وكانت ردوده كلها عقلانيه. وهذا يجعلنا نتعلم كيف نتحاور حتى وان كنا لا نعرف الكثير عن الدين وعن الكتب فالعقل والمنطق له دور فى الاقناع، والله قد ميزنا بالعقل حتى نتحاور مع الجميع باسلوب جيد ولا نخلط بين العقل والمنطق من ناحية، والدين من ناحيه أخرى. فهناك من نتحاور معهم بالدين بالآيات، وهناك اخرين من الافضل ان نتناقش معهم بالعقل والمنطق كى لا نخسرهم.
+ ثانيا: التغيير:- اذا اردنا ان نتغير يجب ان يكون بداخلنا هذا الفكر ونقبل ما يُقال لنا، فلا يستطيع احد ان يُغير شخصاً إلا وانا كان هو يريد ويقبل هذا، وهذا ما لم يقبله الفريسيين، فهم كانوا رافضين لكلام المولود اعمى، وهذا يدل على عمى قلوبهم ومدى جهلهم، يا أحبائى يجب ان تكون حواراتنا مع بعضنا لاجل البنيان وليس لأجل تصيد الاخطاء، يجب ان يكون الحوار لاجل الربح وليس للخساره، يجب ان يكون للعقل دور كبير، ويجب ان يكون فى داخلنا قبول للآخر مهما كان مستوى تعليمه فنحن كلنا مكملين لبعض ولا نستطيع ان نعيش فى هذا الحياة بدون الاهل او الجيراننا او الاصدقاء او الاحباء. 
+ وهذا الاحد يسمى ايضا احد التناصير او المعمودية وفى المعمودية تجديد لنا فنحن بالمعمودية نموت ونحيا (نموت عن الخطايا التى ولدنا بها، ونحيا حياة جديدة ونتقدس لله من خلال الميرون المقدس).
 + اتمنى ان تكون هذه القصه سبب بركه لنا جميعا فى هذا الاحد المبارك من الصوم المقدس، وان نتجدد ونحيا حياة جديدة كلها سلام ومحبه وقبول للآخر.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شرح التسجيل فى موقع Wolf Points

الليتورجيا فى كنيستنا القبطية الأرثوذكسية

اذكر خالقك فى أيام شبابك

إنتقام بيلاطس من الجليليين

اللص اليمن

بداية الحقبة الرومانية فى فلسطين واليهودية

اذكر خالقك ايام شبابك